أعلان
أعلان
تحميل كتاب منهجية الحوار في القرآن الكريم PDF
نبذة عن كتاب منهجية الحوار في القرآن الكريم
كتاب منهجية الحوار في القرآن الكريم
يأتي هذه الموضوع في إطار ما يمكن تسميته إعادة استدعاء القرآن الكريم؛ ذلك لأن القرآن الذي صنع هذه الأمة حتى تسمّت به وعُرِفَتْ بين الناس بأنها أمّة القرآن، قد تقلّصت مساحات حضوره في حياتها بشكلٍ كبيرٍ، ولمعترض أن يقول: كيف وهو يتلى آناء الليل وأطراف النهار؟! فأقول: إنّ هذا الأمر لا يغيّر من الحقيقة شيئًا، فالقضية ليست طلبًا لمزيد من التلاوة؛ بل هي دعوة لما فوق ذلك، وأعني به التدبّر والفهم والعمل. فمن الملاحظات الجليّة أنّ الاستنباط من القرآن الكريم لم يعد بالشّكل الذي كان عليه من قبل! فإذا كانت الأمّة في عصورها السالفة جعلت القرآن منطلقها وغايتها ومحور اهتمامها، منه تنطلق وإليه تعود، به تقيس، وعلى ضوئه تحاكم وتزن ما تتعرف عليه من ثقافات الشعوب والحضارات، فإنّ وضعنا الحالي تغيّر كثيرًا! وهذا الوضع يحتاج منّا إلى مراجعة شاملة في إطار السؤال الكبير: «كيف نتعامل مع القرآن الكريم؟». ولئن كان الإشكال بهذه السّعة والشمول، فإنّ ادّعاء استيعابه في ورقة مهما كان شأنها هو ضَرْبٌ من الخيال، إلا أنّ ذلك لا يمنع من الإسهام في إثارته، التي نرجو ألا تخلو من فائدة. وهكذا، وانطلاقًا من قاعدة: «ما لا يُدرك كُلّه لا يُترك جُلّه» اخترتُ مجال الحوار في القرآن الكريم، عسى أن نسهم فيه ضمن دعوة عامّة إلى مزيدٍ من التواصل، لعلّه يخفّف من حِدّة ما نسمع ونرى من صراع الأفراد والشعوب والحضارات وما يتبعه. أما العنوان الذي اخترته لهذه المداخلة فهو (ثقافة الحوار في القرآن) فلقد تعمّدت ذلك؛ لأبرهن أنّ الحوار لم يكن هامشًا ضيّقًا أو ثانويًّا في النصّ القرآني، بل شكّل مَعلمًا بارزًا فيه. إنّ القرآن جاء بالحوار، ودعا إليه، وحدّد ضوابطه، وحذّر من منزلقاته... فإذا جمعنا كلّ ذلك تجمّع لدينا ما يمكن تسميته (ثقافة الحوار في القرآن الكريم). حجم الآيات في موضوع الحوار: لم تَرِد كلمة (حوار) في القرآن الكريم إلا في آيات ثلاث، جاءت اثنتان منها في سورة الكهف في معرض الحديث عن قصة صاحب الجنتين وحواره مع صاحبه الذي لا يملك مالًا كثيرًا، فقال تعالى عنهما في الموضع الأول: {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا}[الكهف: 34]، وقال تعالى عنهما في نفس السورة: {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا}[الكهف: 37]. أما الآية الثالثة التي وردت فيها كلمة (حوار) فهي من سورة المجادلة، في قوله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}[المجادلة: 1]. إلا أنّ الحوار باعتباره وسيلة تواصلية أوسع منْ حصْره في هذه الكلمة، فقد جاء التعبير عنه بمفردات أخرى قريبة منه من أهمها (الجدل) التي وردت في تسعة وعشرين موضعًا، منها: 1- {وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا}[النساء: 107]. 2- {هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا}[النساء: 109]. 3- {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}[الأنعام: 25]. 4- {وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ}[الأنعام: 121]. 5- {قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ}[الأعراف: 71]. ثم إنّ الحوار في القرآن لا يمكن حصر مساحته في الآيات التي تتضمن مادة (حوار أو جدل) أو ما في حكمهما…؛ بل نعتبر كلّ المواد الحوارية الواردة في القرآن الكريم شاهدة لهذا الموضوع؛ من ذلك -مثلًا- قوله تعالى لموسى: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}[طه: 43، 44]، فقد أورد ابن كثير أقوالًا عديدة في بيان المراد بالقول الليّن ثم لخّص ذلك بقوله: «والحاصل من أقوالهم أنّ دعوتهما له تكون بكلامٍ رقيقٍ ليّن سهل رفيق؛ ليكون أوقع في النفوس وأبلغ وأنجع، كما قال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[النحل: 125]، فانظر كيف جعل قوله تعالى: {فقُولَا لَهُ قَوْلًا لينًا} شبيهًا بقوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ} الآية. .هذا الكتاب من تأليف محمد عبد اللطيف عبد العاطي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
التحميل | حجم الكتاب |
---|---|
تحميل | غير محدد فى الوقت الحالى |
كتاب رسائل دعوية إلى العاملين في مجال الصحة والطب PDF
عبد الملك القاسم
كتب إسلامية - كتب إسلامية متنوعة - غير محدد عدد الصفحات
كتاب الحجاب للمنفلوطي PDF
مصطفى لطفي المنفلوطي
كتب إسلامية - كتب إسلامية متنوعة - غير محدد عدد الصفحات
كتاب بيان الشرك ووسائله عند علماء المالكية PDF
محمد بن عبدالرحمن الخميس
كتب إسلامية - كتب إسلامية متنوعة - غير محدد عدد الصفحات
كتاب وجوب طاعة السلطان في غير معصية الرحمن بدليل السنة والقرآن PDF
محمد بن ناصر العريني
كتب إسلامية - كتب إسلامية متنوعة - غير محدد عدد الصفحات
كتاب سؤالات ابن وهف لشيخ الإسلام الإمام المجدد عبد العزيز بن باز PDF
سعيد بن علي بن وهف القحطاني
كتب إسلامية - كتب إسلامية متنوعة - غير محدد عدد الصفحات
كتاب وداع الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته PDF
سعيد بن علي بن وهف القحطاني
كتب إسلامية - كتب إسلامية متنوعة - غير محدد عدد الصفحات
كتاب الاستشراق وموقفه من السنة النبوية PDF
فالح بن محمد الصغير
كتب إسلامية - كتب إسلامية متنوعة - غير محدد عدد الصفحات
كتاب تذكير البشر بفوائد النوم المبكر وأضرار السهر PDF
عبد الله بن جار الله بن ابراهيم الجار الله
كتب إسلامية - كتب إسلامية متنوعة - غير محدد عدد الصفحات