بحث عن كتاب
كتاب إلى متى العصيان لالقسم العلمي بمدار الوطن

تحميل كتاب إلى متى العصيان PDF

التصنيف : كتب إسلامية
سنة النشر : غير محدد
عدد الصفحات : غير محدد
عن الكتاب : قدَّر الله - تعالى - أن يكون كل ابن آدم خطّاء، وخير الخطّائين من يُبادر للتوبة، فالذنوب والمعاصي قد تؤدي إلى زوال النعم والكثير من العقوبات التي تنقسم إلى قسمين، وهما: عقوبات شرعية، وعقوبات قدرية، وتكون هذه العقوبات في القلب أو في البدن أو فيهما معاً. ومن العقاب ما يؤجل لما بعد الموت أو يوم المحشر، فلا يمكن أن تُترك الذنوب دون محاسبة، وقد يظن الناس ذلك لجهلهم، يقول النبي "صلى الله عليه وسلم": (إنَّ الرجلَ ليُحرَمُ الرزقَ بالذنبِ يصيبُهُ، ولا يردُّ القدرَ إلا الدعاءُ، ولا يزيدُ في العمرِ إلا البرُّ). من صور أضرار المعاصي: - الحرمان من نور العلم؛ الذي يُعدّ من صور النعيم المُعجّل للعباد في الدُنيا، فاكتساب العبد للذنوب يؤدي به إلى الظلام في البصيرة، فعندما أُعجب الإمام مالك بذكاء تلميذه الإمام الشافعي - رحمهما الله - قال له: (إني أرى أن الله قد ألقى على قلبك نورًا فلا تطفئه بظلمة المعصية). - الشعور بالوحشة في القلب؛ وتبدأ الوحشة بين العبد وربه، ثمَّ تنتقل لعلاقة العبد المُذنب مع العباد، حتى يشعر بها أقرب الناس إليه، فلا يجد في نفسه الانتفاع من مجالس الصالحين، وإنَّما يرغب بحضور مجالس السوء، فتغدو حياته مريرة؛ لأنَّه كلما ابتعد عن الله – تعالى - زادت هذه الوحشة والظُلمة في قلبه، وكلما اقترب زاد أُنسه بالله تعالى. - الافتقار للتوفيق في حياته؛ مع الشعور بتعسّر الأُمور، فيرى الأبواب مُغلقة في وجهه، بخلاف من اتقى الله تعالى، فإنَّه يجد من كل هم فرجاً ومن كل ضيقٍ مخرجاً. - الضعف في بدنه؛ فالمؤمن يجد قوة في قلبه تنعكس على سائر بدنه، وإن كان العاصي قوي في بدنه، فإنَّه شديد الضعف عند الحاجة. - الحرمان من الرزق؛ فكما ارتبطت سعة الرزق بتقوى الله تعالى، فإنَّ أكثر ما يجلب الفقر هو البعد عن تقوى الله وطاعته، ويكون ترك التقوى باقتراف الذنوب والمعاصي وترك الفرائض والواجبات. - نزع البركة من العمر؛ فمن أقبل على الذنوب ضاعت أيامه، فحياة الإنسان الحقيقية تُقدّر بالأوقات التي قضاها بطاعة الله – تعالى - وعبادته. - الحرمان من فعل الطاعة؛ لأنَّ الطاعة لا تحصل للعبد إلا بتوفيق من الله تعالى، فعندما يختار العبد طريق المعاصي والذنوب فإنَّه يضعف في نفسه الإقبال على الطاعات، والمبادرة للتوبة بعد اقتراف السيئات، يُروى أن رجلاً جاء للحسن البصري في مسألة، فقال أنَّه يتجهز لقيام الليل ولا يقوم، فردَّ عليه الحسن البصري قائلاً: (ذنوبك قيّدتك)، كما قال سليمان الداراني رحمه الله: (لا تفوت أحدًا صلاة الجماعة إلا بذنب). - الذل في نفسه؛ فالعزيز من أطاع الله - تعالى - وخالف هواه، يقول سليمان التيمي: (إن الرجل ليصيب الذنب في السر فيصبح وعليه مذلته). - الهوان على الله وعلى الناس؛ ومن هان على الله – تعالى - فلا عزة له بحال من الأحوال، كما أنَّه – تعالى - ينزع كرامته من أهل المعصية، بخلاف أهل الطاعة، يقول أبوالدرداء رضي الله عنه: (إن العبد ليخلو بمعصية الله تعالى فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر). - فقدان البصيرة وانعدام الغَيرة؛ فيغدو يستحسن القبيح، ويستقبح الحسن، ولا يكتفي بفعل الذنوب وإنَّما يدعوا الناس إليها ويُزيِّنها لهم، فقدان النعم، فكما أنَّ النعم تُستجلب بطاعة الله تعالى، فإنَّ الذنوب والمعاصي تمنعها، ذهاب الحياء، فيصبح العاصي غير مُبالٍ باطلاع الناس على قبح ما يفعل، فيُجاهر دون خوفٍ من الله - تعالى - أو حياءٍ من عباده. - التعود على الذنوب والمعاصي والاعتياد عليها؛ فبعض العُصاة يصل إلى التفاخر بمعصيته دون أن يرى قُبحها، ويتألم بالبعد عنها. - الغفلة في القلب؛ فتكاثر الذنوب يؤدي إلى صدأ القلب، يقول الحسن رحمه الله: (هو الذنب على الذنب حتى يعمى القلب)، فيشعر وكأن على قلبه غلاف ويأسره الشيطان. - نزول النقم، يقول ابن القيم: (ومن تأثير المعاصي في الأرض: ما يحل بها من الخسف والزلازل، ويمحق بركتها، وكثير من هذه الآفات أحدثها الله – تعالى - بما أحدث العباد من الذنوب). فعاقبة اقتراف الذنوب وخيمة بالدنيا والآخرة، فالمذنب إن لم يُعجّل بالتوبة في الدنيا، فهو في الضنك والضيق في الدنيا، وفي العذاب المقيم في الآخرة. هذا كتيب يبين أصول المعاصي وأنواعها، وأن المعاصي سبب هلاك الأمم، مع بيان أهمية التوبة، وأسباب ترك المعاصي وفوائدها. .
أعلان

نبذة عن كتاب إلى متى العصيان

كتاب إلى متى العصيان

قدَّر الله - تعالى - أن يكون كل ابن آدم خطّاء، وخير الخطّائين من يُبادر للتوبة، فالذنوب والمعاصي قد تؤدي إلى زوال النعم والكثير من العقوبات التي تنقسم إلى قسمين، وهما: عقوبات شرعية، وعقوبات قدرية، وتكون هذه العقوبات في القلب أو في البدن أو فيهما معاً. ومن العقاب ما يؤجل لما بعد الموت أو يوم المحشر، فلا يمكن أن تُترك الذنوب دون محاسبة، وقد يظن الناس ذلك لجهلهم، يقول النبي "صلى الله عليه وسلم": (إنَّ الرجلَ ليُحرَمُ الرزقَ بالذنبِ يصيبُهُ، ولا يردُّ القدرَ إلا الدعاءُ، ولا يزيدُ في العمرِ إلا البرُّ). من صور أضرار المعاصي: - الحرمان من نور العلم؛ الذي يُعدّ من صور النعيم المُعجّل للعباد في الدُنيا، فاكتساب العبد للذنوب يؤدي به إلى الظلام في البصيرة، فعندما أُعجب الإمام مالك بذكاء تلميذه الإمام الشافعي - رحمهما الله - قال له: (إني أرى أن الله قد ألقى على قلبك نورًا فلا تطفئه بظلمة المعصية). - الشعور بالوحشة في القلب؛ وتبدأ الوحشة بين العبد وربه، ثمَّ تنتقل لعلاقة العبد المُذنب مع العباد، حتى يشعر بها أقرب الناس إليه، فلا يجد في نفسه الانتفاع من مجالس الصالحين، وإنَّما يرغب بحضور مجالس السوء، فتغدو حياته مريرة؛ لأنَّه كلما ابتعد عن الله – تعالى - زادت هذه الوحشة والظُلمة في قلبه، وكلما اقترب زاد أُنسه بالله تعالى. - الافتقار للتوفيق في حياته؛ مع الشعور بتعسّر الأُمور، فيرى الأبواب مُغلقة في وجهه، بخلاف من اتقى الله تعالى، فإنَّه يجد من كل هم فرجاً ومن كل ضيقٍ مخرجاً. - الضعف في بدنه؛ فالمؤمن يجد قوة في قلبه تنعكس على سائر بدنه، وإن كان العاصي قوي في بدنه، فإنَّه شديد الضعف عند الحاجة. - الحرمان من الرزق؛ فكما ارتبطت سعة الرزق بتقوى الله تعالى، فإنَّ أكثر ما يجلب الفقر هو البعد عن تقوى الله وطاعته، ويكون ترك التقوى باقتراف الذنوب والمعاصي وترك الفرائض والواجبات. - نزع البركة من العمر؛ فمن أقبل على الذنوب ضاعت أيامه، فحياة الإنسان الحقيقية تُقدّر بالأوقات التي قضاها بطاعة الله – تعالى - وعبادته. - الحرمان من فعل الطاعة؛ لأنَّ الطاعة لا تحصل للعبد إلا بتوفيق من الله تعالى، فعندما يختار العبد طريق المعاصي والذنوب فإنَّه يضعف في نفسه الإقبال على الطاعات، والمبادرة للتوبة بعد اقتراف السيئات، يُروى أن رجلاً جاء للحسن البصري في مسألة، فقال أنَّه يتجهز لقيام الليل ولا يقوم، فردَّ عليه الحسن البصري قائلاً: (ذنوبك قيّدتك)، كما قال سليمان الداراني رحمه الله: (لا تفوت أحدًا صلاة الجماعة إلا بذنب). - الذل في نفسه؛ فالعزيز من أطاع الله - تعالى - وخالف هواه، يقول سليمان التيمي: (إن الرجل ليصيب الذنب في السر فيصبح وعليه مذلته). - الهوان على الله وعلى الناس؛ ومن هان على الله – تعالى - فلا عزة له بحال من الأحوال، كما أنَّه – تعالى - ينزع كرامته من أهل المعصية، بخلاف أهل الطاعة، يقول أبوالدرداء رضي الله عنه: (إن العبد ليخلو بمعصية الله تعالى فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر). - فقدان البصيرة وانعدام الغَيرة؛ فيغدو يستحسن القبيح، ويستقبح الحسن، ولا يكتفي بفعل الذنوب وإنَّما يدعوا الناس إليها ويُزيِّنها لهم، فقدان النعم، فكما أنَّ النعم تُستجلب بطاعة الله تعالى، فإنَّ الذنوب والمعاصي تمنعها، ذهاب الحياء، فيصبح العاصي غير مُبالٍ باطلاع الناس على قبح ما يفعل، فيُجاهر دون خوفٍ من الله - تعالى - أو حياءٍ من عباده. - التعود على الذنوب والمعاصي والاعتياد عليها؛ فبعض العُصاة يصل إلى التفاخر بمعصيته دون أن يرى قُبحها، ويتألم بالبعد عنها. - الغفلة في القلب؛ فتكاثر الذنوب يؤدي إلى صدأ القلب، يقول الحسن رحمه الله: (هو الذنب على الذنب حتى يعمى القلب)، فيشعر وكأن على قلبه غلاف ويأسره الشيطان. - نزول النقم، يقول ابن القيم: (ومن تأثير المعاصي في الأرض: ما يحل بها من الخسف والزلازل، ويمحق بركتها، وكثير من هذه الآفات أحدثها الله – تعالى - بما أحدث العباد من الذنوب). فعاقبة اقتراف الذنوب وخيمة بالدنيا والآخرة، فالمذنب إن لم يُعجّل بالتوبة في الدنيا، فهو في الضنك والضيق في الدنيا، وفي العذاب المقيم في الآخرة. هذا كتيب يبين أصول المعاصي وأنواعها، وأن المعاصي سبب هلاك الأمم، مع بيان أهمية التوبة، وأسباب ترك المعاصي وفوائدها. .


هذا الكتاب من تأليف القسم العلمي بمدار الوطن و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها

تحميل
التحميل حجم الكتاب
تحميل غير محدد فى الوقت الحالى
أضافة مراجعة
0.0 / 5
بناء على 0 مراجعة
1 (0)
2 (0)
3 (0)
4 (0)
5 (0)
كتب ذات صلة