أعلان
أعلان
الملكية الفكرية محفوظة لمؤلف الرواية ولا يمكن قراءة الكتاب أو تحميله حفاظاً على حقوق نشر المؤلف و دار النشر ومتروك فقط للمراجعة
رواية تصريح بضياع
المؤلف : سمير قسيمي
عن الرواية : في هذه الرواية نقرأ طرحاً مغايراً لما ألفته الكتابة الروائية ليس في الجزائر فحسب بل في الوطن العربي ككل، إذ يقف "الفانتيستيك" أو العجائبي كأسلوب خطابي في فن الرواية، تمكن منه "القسيمي" بفضل قوة اللغة وملكة الإبداع التي استخدمها عبر تقنية تداعي الأفكار والتلاعب بالزمن تقديمه وتأخيره وهي طريقة انتشرت في الكتابات الألمانية والأمريكية خاصة في نهاية السبعينيات.حين نبدأ بقراءة الرواية يتملكنا تفسيرين للأحداث وأسئلة كثيرة تفرض نفسها علينا، لقد اشتغل الروائي على الشخصيات والأحداث بطريقة مقلقة للقارئ وبخطوط متشعبة مما يعزز غزارة السرد القلق، فلماذا القلق؟يختار الروائي لسان البطل السارد - الراوي ليحيكها فجاءت منذ البداية موسومة بالقلق والانهزامية، يقول بطل الرواية (إلى غاية هذه السنة لم يحدث في حياتي شيء يذكر) فهي مجرد حياة فارغة وكأن البطل ليس له ما يخبرنا به إلا أنه في لحظة من اللحظات كشف أحد أسراره "العائلية" الشخصية والمتمثل في حكاية المرأة العجوز المتسولة التي دقت باب دارهم ذات يوم -قبل مولد البطل بعشرات السنين- وبالضبط في سنة 1954 وزفت لوالدة البطل نبوءة مفادها أنها سترزق تسعة أطفال، أربعة ذكور وسطرت النبوءة مصير أربعتهم بقولها: "واحد ظالم، ولاخر عالم، واحد أعمى، ولاخر يرفدوا لما" ومن خلال هذه النبوءة أو "المأساة" تقبع العائلة في حالة قلق دائم، مما يدل على اختراق المتخيل الغيبـي والماورائي في عقول وأذهان الطبقة الشعبية في مجتمعات العالم الثالث يكشف عنه الروائي في تحليل معمق لما يعتبره واقعاً وحقيقة، فهو لا يؤمن بالقصص المثالية، وإنما ينظر إلى العالم بعيون "الحومة" و"أبناء الحومة" على اختلاف ميولهم، فوقف الروائي هنا عند حدود الكشف الواقعي لمتناقضات المجتمع، وخصوصاً عندما يقحم تجربة السجن في نصه من خلال البطل الذي دخل غياهب السجن بدون تبيين التهمة المدان بها ووجد نفسه في سجن الحراش وذلك عندما دخل مخفر شرطة كافينياك للتصريح بضياع بطاقة المكتبة ليتبين له أنه كان محل بحث فيقبض عليه في جريمة لم يصرح الروائي عن حيثياتها.إن تجربة السجن شرعت الرواية على آفاق أخرى للبطل الذي وجد نفسه أمام شخصية المسجون عمي "أحمد الصوري" مبهوراً عما يعرفه من تفاصيل عن عائلته، هذا المسجون المدان بتهمة قتل ابنته يقف علامة استفهام كبيرة عند الصفحات الأخيرة من الرواية.هل هو والد البطل الذي سرد لنا الراوي أنه توفي ويحكي لنا كيف وجد باب منزلهم مشرع على مصراعيه ذات يوم وكان يبلغ من العمر 4 أو 5 سنوات حينها وكيف احتضنته جدته بقوة إلى صدرها في حشد مريب من النسوة وكيف أخبرته أن والده قد توفي.هل والد البطل ذلك العربيد الخشن لم يمت بل ظل طوال حياته في السجن بتهمة القتل إلى أن تشاء الصدف ويلتقي به البطل؟ فأي الروايتين هي الصحيحة.لقد شرع الروائي الأبواب مفتوحة في رواية غير مكتملة وإنما مفتوحة، وهذا ما يميز سمير القسيمي، فليس أمام الرواية عموماً إلا البحث عن المجازفات.
أعلان
وصف رواية تصريح بضياع تأليف سمير قسيمي
في هذه الرواية نقرأ طرحاً مغايراً لما ألفته الكتابة الروائية ليس في الجزائر فحسب بل في الوطن العربي ككل، إذ يقف "الفانتيستيك" أو العجائبي كأسلوب خطابي في فن الرواية، تمكن منه "القسيمي" بفضل قوة اللغة وملكة الإبداع التي استخدمها عبر تقنية تداعي الأفكار والتلاعب بالزمن تقديمه وتأخيره وهي طريقة انتشرت في الكتابات الألمانية والأمريكية خاصة في نهاية السبعينيات.حين نبدأ بقراءة الرواية يتملكنا تفسيرين للأحداث وأسئلة كثيرة تفرض نفسها علينا، لقد اشتغل الروائي على الشخصيات والأحداث بطريقة مقلقة للقارئ وبخطوط متشعبة مما يعزز غزارة السرد القلق، فلماذا القلق؟يختار الروائي لسان البطل السارد - الراوي ليحيكها فجاءت منذ البداية موسومة بالقلق والانهزامية، يقول بطل الرواية (إلى غاية هذه السنة لم يحدث في حياتي شيء يذكر) فهي مجرد حياة فارغة وكأن البطل ليس له ما يخبرنا به إلا أنه في لحظة من اللحظات كشف أحد أسراره "العائلية" الشخصية والمتمثل في حكاية المرأة العجوز المتسولة التي دقت باب دارهم ذات يوم -قبل مولد البطل بعشرات السنين- وبالضبط في سنة 1954 وزفت لوالدة البطل نبوءة مفادها أنها سترزق تسعة أطفال، أربعة ذكور وسطرت النبوءة مصير أربعتهم بقولها: "واحد ظالم، ولاخر عالم، واحد أعمى، ولاخر يرفدوا لما" ومن خلال هذه النبوءة أو "المأساة" تقبع العائلة في حالة قلق دائم، مما يدل على اختراق المتخيل الغيبـي والماورائي في عقول وأذهان الطبقة الشعبية في مجتمعات العالم الثالث يكشف عنه الروائي في تحليل معمق لما يعتبره واقعاً وحقيقة، فهو لا يؤمن بالقصص المثالية، وإنما ينظر إلى العالم بعيون "الحومة" و"أبناء الحومة" على اختلاف ميولهم، فوقف الروائي هنا عند حدود الكشف الواقعي لمتناقضات المجتمع، وخصوصاً عندما يقحم تجربة السجن في نصه من خلال البطل الذي دخل غياهب السجن بدون تبيين التهمة المدان بها ووجد نفسه في سجن الحراش وذلك عندما دخل مخفر شرطة كافينياك للتصريح بضياع بطاقة المكتبة ليتبين له أنه كان محل بحث فيقبض عليه في جريمة لم يصرح الروائي عن حيثياتها.إن تجربة السجن شرعت الرواية على آفاق أخرى للبطل الذي وجد نفسه أمام شخصية المسجون عمي "أحمد الصوري" مبهوراً عما يعرفه من تفاصيل عن عائلته، هذا المسجون المدان بتهمة قتل ابنته يقف علامة استفهام كبيرة عند الصفحات الأخيرة من الرواية.هل هو والد البطل الذي سرد لنا الراوي أنه توفي ويحكي لنا كيف وجد باب منزلهم مشرع على مصراعيه ذات يوم وكان يبلغ من العمر 4 أو 5 سنوات حينها وكيف احتضنته جدته بقوة إلى صدرها في حشد مريب من النسوة وكيف أخبرته أن والده قد توفي.هل والد البطل ذلك العربيد الخشن لم يمت بل ظل طوال حياته في السجن بتهمة القتل إلى أن تشاء الصدف ويلتقي به البطل؟ فأي الروايتين هي الصحيحة.لقد شرع الروائي الأبواب مفتوحة في رواية غير مكتملة وإنما مفتوحة، وهذا ما يميز سمير القسيمي، فليس أمام الرواية عموماً إلا البحث عن المجازفات.
أضافة مراجعة
1 (0)
2 (0)
3 (0)
4 (0)
5 (0)